ماذا قالوا عن الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبي العزائم ؟
من أقوال المعاصرين واللاحقين عن الإمام أبي العزائم ، وبعضهم كتب عنه كتبا، وبعضهم ترجم سيرته.. منها نماذج على سبيل المثال :
1 – الشيخ محمد الفحام شيخ الأزهر الأسبق يقول :
[ لقد عاصرت في شبابي فترة من فترات حياة الإمام أبي العزائم، فلمست عن قرب جهاده في إعلاء كلمة الدين، وأسلوبه الحكيم في معالجة الأمور بما يجب أن يكون عليه العلماء المرشدون، والأئمة الصالحون.
وسيرة الإمام محمد ماضي أبي العزائم تعتبر نبراسا للشباب، ومنارا للجيل يسير على هديها فيعبر الطريق إلى الحق.
وإن جهود الإمام أبي العزائم في إرساء قواعد التصوف على أساس سليم منزه مما علق به من شوائب، وجهوده في لم شعث الأمة، والتنبيه إلى مخاطر الحزبية البغيضة، وتوجيه نصائحه إلى الزعماء ، ودوره في ثورة 1919م وفي أعقابها، ثم دوره الفعال في مسألة الخلافة الإسلامية، ما يشهد لهذا الرجل بأن يكون في طليعة، المجاهدين الذين لا يسألون عن جهادهم أجرا، ولا عن عملهم شكراً ]. (الموسوعة الذهبية جـ 34 ص 302).
2 – الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر سابقاً ، يقول الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق حين طُلِبَ منه أن يقدم لكتاب (أسرار القرآن) للإمام أبي العزائم:
[ أنا لا أستطيع أن أقدم لكتاب أسرار القرآن للإمام أبي العزائم، وأتحدث عن عمله في تفسير القرآن، لأنه تفسير جامع وشامل، ولا يستطيع أن يقدم لهذا العمل سوى الإمام أبي العزائم نفسه، وأرجو ألا تطلبوا مني ولا من غيري أن يقدم الإمام أبا العزائم ]. (الموسوعة الذهبية حـ 34 ص303)
3 – الدكتور مصطفي محمود، يقول الدكتور مصطفي محمود في كتابه (السر الأعظم) بعد أن عرض بعضاً من المعانى السامية التي تناولتها مواجيد الإمام أبي العزائم :
[ والسيد أبو العزائم يقول هذا الكلام عن علم كشف لدنى، وليس عن اجتهاد برأي، وللإمام أكثر من مائتين من الكتب والمخطوطات من المواجيد الشعرية والإلهامات العرفانية، وهو في نظري كنز لم يكتشف بعد، وقطب ينافس الفحول قدما وعلما وسلوكا.. ولا يصح أن يقرأ شعره على أنه شعر، كما هو الحال عند ابن الفارض، فشعره لا يخضع للمواصفات الفنية للشعر، وإنما هو شفرة ورموز عرفانية عالية، يفهم منها كل واحد على قدر حظه، ونحن ما قدمنا من علم الرجل إلا نقطة من بحر] (السر الأعظم ص 104).
4 – الدكتور عبد المنعم الحفني ، أدرج الدكتور عبد المنعم الحفني في الموسوعة الصوفية الإمام أبا العزائم بين أعلام التصوف فقال: تحت عنوان”أبو العزائم “:
[ محمد ماضـي أبو العـزائم ، توفي سنة 1356هـ، له المصنفات في التصـوف ومنها: أصول الوصول لمعية الرسول، وشراب الأرواح من فضل الفتاح، ومعارج المقربين، ومذكرة المرشدين والمسترشدين، والنور المبين لعلوم اليقين.
ولعل أبرز ما في طريقته التربية الأخلاقية.
ويقول في ترجمته لنفسه: إن اسمه ماضي نسبة إلى عين ماضي بالمغرب الأقصى، وأبوه من نسل إدريس الأكبر، وجده لأمه من نسل الشيخ عبد القادر الجيلاني، وفد من بغداد إلى مصر وهي معه، وميلاد أبي العزائم برشيد من أعمال مصر، ثم انتقل والده إلى محلة أبي علي غربية- قبل أن تُضم إلى كفر الشيخ- من بلاد مصر، ونشأ بها وتعلم.
وأبو العزائم يستخدم بدلا من العارف بالله اسم العالم بالله، ويذكر له خمس علامات هي: الخشية، والخشوع، والتواضع، وحسن الخلق، والزهد.
وأبو العزائم كان في حياته ومع مريديه هكذا، وكان كلامه في الأخلاق والتوحيد، وامتهن التدريس، وكان يصرف بقية وقته يعلم العامة حتى صار له إخوان يعينونه على مواجيده، وانتقل بعلمه إلى المنيا ثم الشرقية فسواكن فأسوان ثم حلفا ثم أم درمان فالخرطوم.
وكان علم التصوف هو علمه المفضل والذي أفاض في الشرح له، ويعرفه بأنه العلم الذي يُعرف منه أحوال النفس في الخير والشر، وكيفية تنقيتها من عيوبها وآفاتها، وتطهرها من الصفات المذمومة والرذائل والنجاسات المعنوية التي ورد الشرع باجتنابها، والاتصاف بالصفات المحمودة التي طلب الشرع تحصيلها، وكيفية السلوك والسير إلى الله تعالى والفرار إليه. وموضوعه القلب من ناحية ما يعرض له من اللمحات والخواطر والهواجس والوساوس والعلوم والنيات والقصود والعزائم والاعتقادات وحديث النفس، ومسائله والأحكام المتعلقة بهذه الخواطر والهواجس والنيات وسائر أحوال النفس. وعلوم اليقين التي بها الترقي الإيماني للسالك هي علوم أخلاقية تتناول التوبة والصبر والشكر والرجاء والخوف والزهد والتوكل والرضا، وأعلاها علم المحبة، ومن عرف الله من طريق المحبة أحبه الله فقربه وعلمه ومكنه، وذلك نهاية الطريق ومطلب المريد والسالك على السواء ] (الموسوعة الصوفية / 292 – 294).
5 – موسوعة الزِرِكْلي جاء في موسوعة الزركلي ترجمة موجزة تحت عنوان: (ترجمة الإمام أبي العزائم) أبو العزائم (1286- 1356هـ / 1869- 1937م) فقيل عنه:
[ محمد ماضي أبو العزائم ، فقيه متصـوف مصري. ولد في مدينة رشيد، وانتقل مع أبيه إلى محلة أبي علي (بالغربية، من بلاد مصر) فتعلم بها. وعين مدرسا للشريعة الإسلامية بكلية غوردون بالخرطوم، ثم ترأس جماعة الخلافة بالقاهرة، وتوفي بها.
له كتب، منها: “أصول الوصول لمعية الرسول” مطبوع، و”معارج المقربين” مطبوع، و”مذكرة المرشدين والمسترشدين” مطبوع، و”النور المبين لعلوم اليقين” مطبوع، و” أساس الطريق” مطبوع، و”الإسراء” مطبوع ] (الأعلام 7/ 16).
6 – الشيخ أحمد السكري المؤسس الفعلي لجماعة الإخوان المسلمين ، يقول الشيخ أحمد السكري مؤسس جماعة الإخوان المسلمين: [ لكل قرن مجدد، ومجدد هذا العصر هو السيد أبو العزائم ]. (الموسوعة الذهبية حـ 34 ص 303).
7 – الدكتور محمد عمارة ، في كلمة الدكتور محمد عمارة بمناسبة الاحتفال بمولد الإمام السيد محمد ماضي أبي العزائم في شهر رجب 1417هـ قال:
[ سررت لأول مرة في حياتي أن أرى طريقة صوفية عندها من الوعي والنضج والمسئولية ما يجعلها أن تجعل كلمة (الإسلام وطن) اسما لمجـلتها، وأن يكون في اهتماماتها وهمومها ومسئولياتها أن تبصر الأمة، وتبصر المريدين لهذه المخاطر والتحديات التي يحيكها الغرب بالإسلام وحاله وحضارته وداره. هذا شئ جديد بالنسبة لي، أن يكون هناك مشتغلون بالقلب ويشتغلون بالفكر والعقل ، وهذه كانت سنة حضارتنا الإسلامية قبل أن يصيبها العطب.. لم يكن هناك تناقض بين العقل والقلب لأنه سبحانه وتعـالى هو الذي يقول: ﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا ﴾ (الأعراف: 179). ولأن علماءنا يقولون: إن العقل لطيفة ربانية لها تعلق بالقلب، فلما ظهر فقهاء لا قلوب لهم، وصوفية لا عقول لهم، حدثت الأزمة والمأساة في حياتنا.
ولكن الإمام أبا العزائم أعاد اللحمة مرة أخرى بين العقل والفكر، وبين القلب والوجدان، وصحح طريق الأمة, فكان القلب مفكرا، والعقل خاشعا، والعلم قربة إلى الله سبحانه وتعالى.. وهذا مبعث سرور.. وظاهرة خير أن يؤسس السيد أبو العزائم طريقة صوفية شرعية تقف على ثغرات الفكر، كما تقف على ثغرات القلوب والوجدان وتصحح طريق الأمة ].
8 – الدكتور عبد الودود شلبي وكيل الأزهر الشريف يقول :
لو استقبلت من أمري ما استدبرت، لكنت (عزمياً) من جنود الإمام المجاهد محمد ماضي أبي العزائم. فقد اكتشفت أن الإمام أبا العزائم كان من نوع آخر غير من عرفت من شيوخ الطرق! كما كان في حياته نموذجاً حياً لأسلافه من عظماء الأئمة الذين جاهدوا في الله حق الجهاد، كما كان في حياته أسوة وقدوة لأبنائه وأحبابه من المريدين والأحباب.
لم أكن أعرف شيئاً عن هذا الإمام قبل أن ألتقي بالسيد علاء أبي العزائم غير أننى كنت أعرف أن هناك مسجداً في شارع مجلس الشعب يحمل اسمه، وبقيت هذه المعرفة محصورة.. في نطاق هذه الذكريات العابرة دون محاولة مني للاستزادة في التعرف على طريقة الشيخ. أو عن من يكون هذا القطب الكبير الذي يحمل هذا الاسم.
وشاء الله – الذي لا راد لمشيئته – أن ألتقي بالسيد علاء أبي العزائم في مؤتمر إسلامي خارج مصر.. لقد عرفـني السيد علاء.. وإن كنت لم أره من قبل.. عرفني من خلال مؤلفاتي التي كان يشتريها من المكتبات أو من باعة الصحف، فظنني عزمياً من خلال هذه المؤلفات أو هذه الكتب، وربما يكون قد رأى في مؤلفاتى وكتبي قبساً من روح جده الإمام !! ومنذ ذلك الحين فاض المدد!! ورأى كل منا في الآخر أخاه الذي يبحث عنه!.
لقد نشأت في بيئة صوفية تمتد جذورها إلى القطب الصوفي الكبير سيدي عبد الوهاب العفيفي المدفون بجـوار مسجده القائم في قايتباى في سفح جبل المقطم.. إنه الجد الرابع لأمي! لهذا فقد ولدت وروحي مشبعة بهذا العبق الصوفي!.
وقد قرأت كثيراً مما كتبه الإمام محمد ماضي أبو العزائم .. فأى رجل كان هذا الرجل؟. موسوعة متنوعة في شئون الدين وفي شئون الدنيا.. وروح إيمانية صافية تتوهج بسنا النور المحمدي!.. ما ترك باباً من أبواب الخير إلا طرقه، وما عرف منفذاً من منافذ الشر إلا أغلقه وسده، ولا يتحقق ذلك لغير أهل البصيرة من أمثال حجة الإسلام الغزالي، والقطب الصوفي أبو الحسن الشاذلي.
والتصوف المعاصر- كما أراه –ويوافقني في ذلك السيد علاء أبو العزائم نوعان:
1 – تصوف ميت يعيش شيوخه على هامش الحياة لا يصلحون فاسداً ولا يُقَوِّمونَ معوجاً.
2 – وتصوف حي يخوض شيوخه معركة الحياة تحت راية الكتاب والسنة.. يصلحون ما فسد، ويُقومونَ ما انحرف أو شرد، ويقدمون المثل والأسوة في الإخلاص والتجرد.
نرى ذلك كله واضحاً في سيرة الإمام محمد ماضي أبي العزائم.. الذي كانت حياته ملحمة من ملاحم الجهاد لا تعرف الكلل.. والدفاع عن الإسلام بالقول والعمل، والغيرة على الدين التي لا تعرف باباً من أبواب الشر إلا حذرت منه، ولا باباً من أبواب الخير إلا دعت إليه.
اقرأ كتاب (خاتم الورَّاث المحمديين) الذي أصدرته الطريقة العزمية عن جهاده ومناقبه، فسترى أن ما قلته عنه قليل.. قليل كالقطرة من البحر، أو كورقة ذابلة في بستان يتضوع شذاه برائحة الورد!.
وماذا يقول مثلي عن إمام تعددت مواهبه.. وولد في عصر كان الناس فيه أحوج ما يكونون إلى رجل يفجر في نفوسهم ثورة الغضب على مظاهر الإباحية والإلحاد، ويأخذ بقلوبهم وأرواحهم إلى ساحة الحق والإيمان والرشاد.. ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لكان لي مع الطريقة العزمية شأن وأمر!..
ولرآني الناس واقفاً بين المريدين والمحـبين في حلقات الذكر!.. وتلك هي مهمة السيد علاء أبي العزائم الذي يستطيع- بمشيئة الله- أن يجمع حوله كل المحبين من أصحاب الهمم والعزائم!!.
9– الدكتورة عبلة الكحلاوي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف تقول :
لو تركت لقلمي العنان كي أكتب عن غزير علم الإمام حبيب الحبيب حضرة النبى ص وتنوعه ونظرته المستقبلية، وإلهاماته العالية الذاهلة، لغيبت أناملي في الثري ولم أوفه حقه.
لقد رأيته في لقاء حميم من بين سطور مؤلفاته روحاً آمرة معلمة بالعبر، ففقهت بعض الحكمة من قوله تعالى: ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ﴾ (البقرة: 31)وعرفت به قدر الرجال من حملة الأمانة حقاً، أمانة التفكر والتدبر من أجل الآخرين، إنه المعراج الرباني للأرواح التي لم تبرح مقام البعضية من الأمر، وصدق الله العظيم حيث قال: ﴿ عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً ﴾ (الكهف: 65).
وبصرت في كتب الإمام فيوضات تلوح بالحكم والأسرار، ووجدت رئة أتنفس من خلالها من عبق الجنة، فعكفت على المنهل الرقراق بين أسرار القرآن، وأصول الوصول لمعية الرسول، وشراب الأرواح، ومعارج المقربين، ومحكمة الصلح الكبرى، والإسلام وطن، والإسلام نسب..
ووجدت معيناً متفرداً يسكب الشريعة في أوعية الحب فتمتزج في الأفئدة، وفي أغوار الشعور فجاءت أبواب الفقه محببة ميسرة.. ووجدت تصانيف جامعة للعقيدة والشريعة والأخلاق والآداب والسير والسلوك.. ووجدت إشارات روحية توقـظ السر وسره، وتبعث الحياة في النفوس المطفأة الخامدة، تلك التي أضاعت دفقة الإقبال، ورجفة الإدبار. وهذا قليل من كثير أمتعنا به الشيخ الإمام، وكأن الله فتح عليه طاقات المعارف، فها هو يكتب في غير المقامات واللطائف، إنه يشهد أوجاع الأمة في زماننا ينكأ جرحاً ليفرغ قذاه، الذي ربما ألفناه بطول الصحـبة.. أهمته عذابات الثكالى والأرامل واليتامى، أضناه تصحر العقول والقلوب، وقهر الرجال.
الإمام الذي عاش روحاً صافية نقية راضية، آمنت فسكنت، فخاطبها الحق خطاباً تعرفه جيداً : ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ) .