بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله الذى خلق الخلق بقدرته . وأتقن الوجود بحكمته . وأوجد الانسان اتماما للظهور . وكمالا للاشراق والنور . وجعله مثلا أعلى لمعرفته جلا وعلا . ليظهر للعالمين . ويعرف لأهله عالين ودانين . فالانسان هو محل كمال ظهور معرفة الرحيم الرحمن . به ظهر . وبه عرف وهو الاول والآخر . والظاهر والباطن .
أشهد ان لا إاله إلا الله أوجد المخلوقات لحكم علية . وأسرار خفية . يعلمها الله لمن يشاء . من عباده المصطفين الامناء . سر قوله تعالى (( ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء([1]) )) .
والصلاة والسلام على السر الأول , والمظهر الكامل الأكمل . والنور الأصلى والظهور الكلى . سيدنا محمد . وعلى آله وصحبة وورثته المجددين لعلومه وأسراره وحكمته .
وبعد , فانى رأيت اعراض الكثيرين من المسلمين عن القيام بأحكام الدين , وتهاونهم بشعائر الاسلام , وبحثت السبب فبطل عندى العجب . وتحققت أن هذا التهاون قد جاء من جهلهم بحكمة تلك الاحكام , لأننى كنت فى سياحاتى حال الدعوة كلما أقول لشاب متعلم أو رجل عاقل لم لم تؤد الفرض الفلانى ؟ يكون الرد , ماهى الفائدة من هذا العمل , والله غنى عن هذه المسائل البسيطة , وإذا قلت أن الرسول قد فعل ذلك , يقول ان هذا كان فى وقت وزمن , ونحن فى حالة غير تلك الحالة وزمن غير هذا الزمن .
وكنت أبين له الحكمة والسر فى هذا الحكم بحسب واجب الوقت فيستريح ضميره ويسارع الى القيام بتأدية هذا الفرض .
وعند ذلك رأيت المسلمين فى حاجة شديدة الى بيان حكمة أحكام التشريع الاسلامى وأسرار شعائره .
فالفت هذا الكتاب مراعيا فيه السهولة فى اللفظ , والاختصار فى المقصود مع البرهان الجلى , والحجة البالغة , والله أسأل ان يجعله خالصا لوجهه الكريم وأن يطهرنى من الرياء الخفى , والشرك الأخفى , ومن ظلمات الحظ والهوى وقد كشفت فى كتابى هذا بأسلوب الحكمة عن أسرار معانى الأحكام حتى يعلم الخاص والعام , ان نعمة الاسلام الكبرى وخيراته الكثيرة هى فى علم حكمة الأحكام ..
قال تعالى (( ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا([2]) ))